Carma 2


veni vidi vici verba volant scripta manent

Updates
التحديثات
alcarma.wordpress.com

الأربعاء

التتمات


رواية "شمس القراميد" في طبعتها البيروتية

شمس القراميد (السعر: 8.5$)

[ الكتاب: شمس القراميد (رواية)
[ الكاتب: محمد علي اليوسفي
[ الناشر: بيروت، دار الفارابي، 2009

رواية وضعت بأسلوب جدي، رصين لا تنقصها الشفافية وقوة التعبير. تتميز بكثرة رموزها وإشاراتها التي
تنطوي على دلالات درامية بالغة الإيحاء. نص مؤثر يتنقل بسهولة الى الذاكرة حيث يقيم طويلاً نظراً الى
قدرته على إعادة تشكيل الأحاسيس والمفاهيم والعوالم الداخلية. يندس في الذهن ويثير منظومة من الأسئلة التي
لا تسفر دائماً عن أجوبة مريحة أو مباشرة أو مطمئنة. والأغلب أنها تبعث على القلق المحبب لأنها تنطوي على
ما يمس الإنسان في معاناته وأفكاره وبحثه الدائم عن الحقيقة.
تختلط في الرواية روح شعرية تتجاوز ظاهر النص الى بواطنه. وأحياناً كثيرة تتوغل في عمق الرؤية دلالة
على أن وراء الكلمات أمكنة من التساؤلات الغامضة والهواجس التي يتعذر التعبير عنها بالسرد المباشر.
من الكتاب نقتطف النص الآتي:
لا أدي كم نمت في الخلاء شبه عار تلك الليلة!
أفقت في الصباح مرتعباً، وصدى الأصوات لا يزال يتردّد في رأسي. كانت معالم الخريف قد بدأت ترتسم على
الألوان المنسحبة. سرتُ وحيداً تحت سماء غائمة تعلن عن قطرات أولى غليظة ودافئة. طيور القوبعة تتطاير
عن يميني وعن يساري.
جبت تضاريس تلك الأمكنة منطلقاً من خارطة في دماغي جعلتني أجتاز شِعباً وتلالاً موحشة، محاولاً التعرّف
الى مكان الخان.
كان كل ما أراه يبعث فيّ شعوراً برؤية أماكن مهجورة.
ارتبك في ذهني مفهوم الزمن.
صرت أقتات من الأعشاب والعساليج البرية، وأنافس الحيوانات واليرقات في مياهها المتجمّعة هنا أو هناك.
طال شعري ونمت لي لحية كثّة. لم أعد أتعرّف الى وجهي عندما يتمرأى في مياه ينابيع طارئة، ولا الى جسدي
الذي تجرّه خطواتي المتثاقلة يوماً بعد يوم.
المستقبل - الاربعاء 20 أيار 2009 - العدد 3309 - ثقافة و فنون - صفحة 20
http://www.almustaqbal.com/stories.aspx?StoryID=348033

***

الطبعة الأولى التونسية



***

سليم بركات الذي لا يبكي...

*

تأخَّرتَ يا محمود

تنفّس الموتُ في وجهيَ، هذه المرّة؛ تنفّس عميقاً في المكان، الذي رسمتَ خريطتَه على صفحاتٍ من كتابك الأخير "أثر الفراشة"، يا محمود. نسيتُ، ربما، أن أزوّد تدوينكَ عن بيتنا، في غابة سكوغوس، شجراً أكثر، وطيوراً أكثر، وأنت تستعرضني طاهياً، متذرعاً بأفاويه الكاتب وتوابله. قلتَ: "تناقلتُكَ بلسان كتابتي، مراراً، كشاعر. سأتناقلك، الآن، كطاهٍ". وفي مطبخي ذاك، الذي ابتكرتُ فيه، إذ زرتَني قبل سنتين، خيالاً لمساءيْن من اللحم طريفاً، نقلتْ زوجتي سيندي الموازينَ الكبرى للألم إلى جهة العاصف: كانت واقفةَ قرب المنضدة حيث أجلس. ألقت بصرَها، على نحو لم أعهده، عبر النافذة، إلى غمامات الفيروز من شجر الصنوبر، والحور الرجراج. لمستُ بيدَي قلبي نظرتَها النقيّة كبكاءٍ تتكتم عليه الشِّفافةُ المعلَنةُ. سألتُها: "ما بك؟". ردّت: "لم تعد تخبرني، إذ أعود إلى البيت، أنّ محموداً اتصل بك."أبكيتني مرّتين، يا محمود. مرّة حين رميتَ على عاهن البسيط كلماتٍ لم أصدّق أذنيَّ أنني أسمعها. قلتَ، بالإنكليزية، في ندوة جمعتنا بإحدى مدن السويد: "بذلتُ جهداً كي لا أتاثر بسليم بركات". وإذ صدّقتُ أذنيَّ، اغرورقت عيناي، بل بكيت صامتاً: جليلٌ مثلُك، ضمّ عصراً أدبياً إلى ظلّه، لا يحذر اعترافَه العابرَ، الذي يُبكي مثلي. كنتُ أعددت مغلفاتٍ قليلة جداً، تحمل عناوين أصدقاء أقلّ من قليلين، مذ أُبلغتُ أنّ البريدَ يحمل لي نسخاً من كتابي الأخير. لطالما سألتَني، وأنت قارئي الأكثر بكورةً على عادة شغفكَ بمساءلتي عمّا أكتب، تفصيلاً: "ما مصادر لغتكَ؟ ما مصادر خيالكَ؟". سؤالك محيّر يا محمود. لم أتفكر في جواب، من قبلُ، أو من بعدُ، إلا أن أعيده مرتداً إليكَ، هذه المرّة: ما مصادرُكَ، انتَ، في تحويل غيابك إلى زلزال؟ حين وصلتني نسخ من كتابي الأخير، يا محمود، فأودعتها المغلّفات الممجّدةَ بعناوين على قدر أصابع اليد، وجدتُ شرخ الزلزال قد بلغ العنوانَ، الذي وسَمْتُه بحروف سكناك. لم ترتجف يدي، قبلاً، كارتجافها وأنا أهمّ، متردداً، بوضع نسخةٍ في المغلّف الحاملِ اسمكَ، في اليوم السادس، أو الثامن، من مغادرتكَ محطةَ جسدِك، في الرحلة إلى الأبدية. تأخر وصولُ النسخ إليَّ في البريد، قليلاً، يا محمود. تأخرتَ، أنتَ، في تأجيل قلبك عن موعدٍ لم يكن منصفاً، ضرورياً، مرتّباً، مدروساً، مع الحافلة التي أقلّتكَ، من محطة جسدك، إلى إقامتك النهائية في اللاموصوف. لكنني سأصحح الأمر: نسختُكَ من كتابي الأخير محفوظةٌ، بتمام ما ظنَنْتَه جنوناً في موضوعه، مذ أرغمتَني على البوح ببعضه موجزاً. سأحملها، بيديّ، إلى المقطورة التي تستقلّها، في عبور الأبدية، إلى الأبدي.

سليم بركات

***



ليس للكردي إلا الريح...
محمود درويش

يتذكر الكرديُّ حين أزوره، غده .. فيبعده بمكنسة الغبار : إليك عني! فالجبال هي الجبال. ويشرب الفودكا لكي يبقى الخيال على الحياد: أناالمسافر في مجازي، والكراكيّ الشقية إخوتي الحمقى. وينفض عن هويته الظلال: هويتي لغتي. أنا.. و أنا. أنا لغتي. أنا المنفي في لغتي. وقلبي جمرة الكردي فوق جباله الزرقاء ../كل مدينة أخرى. على دراجة حمل الجهات، وقال: أسكن أينما وقعت بي الجهة الأخيرة. هكذا اختارَ الفراغ ونام. لم يحلم بشيء منذ حل الجن في كلماته،(كلماته عضلاته. عضلاته لكماته) فالحالمون يقدسون الأمسَ، أويرشون بواب الغد الذهبي..لا غد لي ولا أمس. الهنيهة ساحتي البيضاء../
منزله نظيف مثل عين الديك.. منسيّ كخيمة سيد القوم الذين تبعثروا كالريش. سجاد من الصوف المجعد. معجمٌ متآكل. كتب مجلدة على عجل. مخدات مطرزة بإبرة خادم المقهى. سكاكين مجلخة لذبح الطير والخنزير. فيديو للاباحيات. باقات من الشوك المعادل للبلاغة. شرفة مفتوحة للاستعارة. ها هنا يتبادل الأتراك والإغريق أدوار الشتائم. تلك تسليتي وتسلية الجنود الساهرين على حدود فكاهة سوداء../
ليس مسافرا هذا المسافر، كيفما اتفق..الشمال هو الجنوب، الشرق غربٌ في السراب. ولا حقائب للرياح، ولا وظيفة للغبار. كأنه يخفي الحنين الى سواه، فلا يغني .. لايغني حين يدخل ظله شجر الأكاسيا، أو يبلل شعره مطر خفيف.. بل يناجي الذئب، يسأله النزال: تعال يا ابن الكلب نقرع طبل هذا الليل حتى نوقظ الموتى. فإن الكرد يقتربون من نار الحقيقة، ثم يحترقون مثل فراشة الشعراء/
يعرف ما يريد من المعاني. كلهاعبثٌ. وللكلمات حيلتها لصيد نقيضها،عبثاً. يفضّ بكارة الكلمات ثم يعيدها بكراً الى قاموسه. ويسوس خيل الأبجدية كالخراف الى مكيدته، ويحلق عانة اللغة : انتقمت من الغياب. فعلتُ ما فعل الضبابُ بإخوتي. وشويت قلبي كالطريدة. لن أكون كما أريد. ولن أحب الأرض أكثر أو أقل من القصيدة. ليس للكردي إلا الريح تسكنه ويسكنها. وتدمنه ويدمنها، لينجو من صفات الأرض والأشياء ../
كان يخاطب المجهول: يا ابني الحر! يا كبش المتاه السرمدي. إذا رأيتَ أباك مشنوقاً فلا تنزله عن حبل السماء، ولا تكفنه بقطن نشيدك الرعوي. لا تدفنه يا ابني، فالرياح وصية الكردي للكردي في منفاه، يا ابني .. والنسور كثيرة حولي وحولك في الأناضول الفسيح. جنازتي سرية رمزيةٌ، فخذ الهباءَ الى مصائره، وجرَّ سماءك الأولى الى قاموسك السحري. واحذرلدغة الأمل الجريح، فإنه وحشٌ خرافيٌ. وأنت الآن .. أنت الآن حرّ، يا ابن نفسك، أنت حرَمن أبيك ولعنة الأسماء../
باللغة انتصرتَ على الهوية قلتُ للكردي، باللغة انتقمتَ من الغياب فقال : لن أمضي الى الصحراء قلت ولا أنا.. ونظرتُ نحو الريح/

- عمتَ مساء

- عم مساء!


من كتاب (لا تعتذر عما فعلت)
*



***

عيد وكباب، فودكا وشعر ...

*
القدس العربي- محمد علي اليوسفي - تونس
22/12/2008

إلى علي مصباح في جولته الشرق آسيوية


جاءت رسالتك الأخيرة من المثلث الذهبي؛ لاوس وتايلند وبيرمانيا، في الوقت المناسب لتطمئنني عن وضعك، وليس ذلك عائدا إلى طبيعة المغامرة الكامنة في السفر، بل بسبب الاضطرابات الأخيرة في المنطقة، وخصوصًا تايلند.
نحن، هنا، بخير: اليوم صباح "العلالش" المذبوحة. من شباكنا ( المنشر) تبعبع الخرفان المتجمعة . والسكان في انتظار الحارس( الكونسييرج) الذي يتولى الذبح المتسلسل، مقابل مكافآت. دانية تصور المشهد المتحرك. ولعلها ستنشر الصور في "الفايس بوك" الذي امتلأ خرفانًا هذه الأيام ( على طريقة الدندون، الحبش، التوركي، الديك الرومي – ما أكثر أسماءه!- في أعياد السيد المسيح: ما حدا أحسن من حدا!)
أنسي في رحلة إلى تركيا خاطبنا من هناك قائلا: إنه في أرض الأجداد( هو يعرف طبعًا تاريخ العائلة منذ القرن الثامن عشر على الأقل!) ولعله استوحى ذلك من ديواني الجديد الذي يتضمن هذه القصيدة المكتوبة في قبرص يوم مولده، من قصيدة مطولة بعنوان" تسع تآويل من أجل جزيرة"، عن أيامنا العربية المختلطة في الجزيرة. وقد فرح بالقصيدة فرحًا:


على عتبة العالم
إلى أنسي


وحدَثَ أنْ جاء لكلٍّ منَّا طفلٌ،
كوكبٌ،
تَحَوُّلٌ من الأرجوانيِّ
إلى تَعَبٍ للجسد.

كان كلُّ طفلٍ يجيء كأيِّ مجيء:
شَفَّافًا في راحة اليد،
مُرْهفًا على عتبة العالم،
تَمُّوزِيًّا،
يُدْهِشُهُ الأرنب في البداية،
ثم يستمع إليه الأجداد.


هامش:

الإثنين23 تمّوز 1984
الساعة العاشرة والنّصف ليْلاً
سرب من البطّ البريّ يعبر سماء نيقوسيا.


***
وبالمناسبة صدر الديوان منذ أيام عن الهيئة العامة السورية للكتاب. كما أنه يتضمن القصيدة التي تشير إلى صولجانك وسبق أن نُشرتْ في الكرمل. وهذا نصّها :


المغاربة
" فجاءات بلا سياق"

فجاءة صارت شمس المشرق تغرب، فسمَّتْنا.

قالتْ إنّ المدعو قطرب بن المستنير لا ينتمي إلينا،
حاول إقناعنا بمسالة نحويّة فما استجبنا،
فهجَّ من بيته وابتلعته الصّحارى.

فجاءة: البلشفيك!
الإسكافيّ الذي مات بصنْوٍ يلاحقه،
من استمبول إلى باب الجنائز، ينتمي أيضا إلينا؛
حارب البلاشفة وعشق تركمانية
وصفّق مع رفاقه في السّلاح
عندما انتبرتْ, على المنصّة، فاتنة بُلْشِفيَّة؛
كان الطّنين يحلِّق حول معجزة المرأة ـ
المرأة النَّاهد في المركز من دائرة يعاسيبنا؛ المرأة المتوَفِّزة
بأشيائها النّاضجة فوقنا،
بينما خمسُ أصابعها في السّماء:
البلشفيّة تخطب في عسكر إفريقيا؛
مغاربة
جزائرية
توانسة
عرب
وبربر
في خدمة السّلطان الأكبر
وسنغاليون بأسنان حباحب.

فجاءة فرِحتِ المتّحدة ـ التي سوف تتّحد علينا، بنا.
أرسلتْ تهنّىء الباي
على إلغاء الرّقّ في الإيالة قبل نهاية القرن:
كان الجفاف يسحق الضّرع والزّرع
والطّاعون يزحف من الأقاليم إلى الحاضرة
وكان الماء حبيسًا في ينابيعه كالدّمع قبل البكاء...

فجاءة: الألمان!
أبراج محصَّنة،
قاذفات لهب،
وحقول ألغام...
المغاربة حليقو الرؤوس إلا من نواصٍ طائرة:
" لا إله الله
زيدوا لقُدَّامْ "
كَفَرَةُ فرنسا في المؤخَّرة
والله يرفع المغاربة من نواصيهم إلى الجنّة.

فجاءة: كورسيكا!
إنه أقربُ يعاسيبي التي نصَّبْتهاُ عليَّ،
ينزل في الجزيرة:
" فِيفْ لا فْرَانْسْ لِيبْرْ!
الله أكبر...
آنْ آفُونْ...
زيدوا لقدَّام! "

فجاءة: تونس!
إن جيل ما بعد الاستقلال ( إلى آخره...)
لم تعد تستعصي عليه المسألة.
عليّ بن مصباح
يدبُّ إلى كلّ حيرة حتى لا تفاجئه؛
يشير بإصبعه ولا يُسمِّي، وصوْلجانُه السّبّابة.

يبدأ صباحَه قبل قهوة " الكابوتشينو " :
إيش بك يا خوي؟

وتنتمي إلينا التي استعصى عليها الموتُ،
فبسطتْ كفَّها:
رِفْقًا
سيّدي
اِجْلسْ
على...
قلبي.


زهرة العائلة انحنت على التّربة،
وقبلها كانت عائشة تحنو على جيل بلا أبقار.
لكن النّبيهة في نسائنا تفكّر موتَها،
ترسم المعالم؛
تقول: " أُميتُني حتى أراني."
الحاضر يتدفّق في آخر قدراته
موشكًا على الانفجار،
فلا عويل
ولا بخور
لأنها أعدَّت البنت الكبرى،
أنضجتْها وهي تلهث باسمها:
الحاضر يتكسّر أبدًا،
الغد يُنسيكم الموتى،
نحن نتناقص وأسماؤكم تزداد كالقطط؛
زيدوا لقدَّام."

هكذا تتعرّى شجرة العائلة وتكتسي:
لنا فصل واحد
هو كمال الماضي.

أما أنت فتستأجر بيتًا وتسمّيه...
الطّوق حولك يشتدّ
ويضيق بك العَلاء
فتستسلم إلى هدير الأعماق
وتقول لي:
إنْ خرجتَ من بيتكَ، سيدي، توغَّلْتَ في أرض الأعداء.
نيقوسيا ربيع 1988
***
بعد صدور الديوان ندمت على عنوانه كعادتي. فقد جاء بعنوان: ليل الأحفاد" وعندما تصفحته مضغوطًا بين الغلافين، وجدته يؤرخ لسيرة الألم موزّعًا بين التونسيين والفلسطينيين.( استجوابات، محاولات إبعاد، أكاذيب انتربولية ممن يفترضُ أنهم ضحايا الإبعاد والإستبعاد واللجوء، تقاريرهم باتجاه الأمن هنا وهناك( تونس وقبرص) حتى إن كثافة القصائد المجتمعة بتنسيق تاريخي، جعلتني أتساءل بحرقة: أكانت تلك هي الحياة؟ بل إن آخر قصيدة في الديوان، وهي بعنوان " أدوار للفكاهة وأخرى سوداء" تتحدث عن تجربة فاشلة للهجرة من جديد. وتكون استكانتها الأخيرة ( استكانتي ) بهذا السطر الختامي:
لابُدَّ مِنْ فراغٍ حتى يكْتَمِلَ امْتِلاؤُنا بالمكان.
***
لكن، ولكي لا أبالغ، يبدو أن الشعر أقرب إلى التفاعل مع الألم والأذى. وإلاّ... أين ذهبت الأفراح الصغيرة التي عشناها في قبرص؟ كل هذا الكلام لأقول لك أنني تمنيت لو نشرت الديوان بعنوان آخر على غرار: تاريخ الأذى، أو سيرة الألم، أو ما شابه ذلك...
غريب أمر تونس: كلما زرت بلدًا عربيًّا وجدتُ أصدقائي القدامى منسجمين فيه، وأكثر من منسجمين: فاعلين! ( بمن في ذلك الذين عرفوا سنوات أو عقودًا من السجن). البارحة قال لي صديق عربي ممن يقيمون في تونس: المسألة مفهومة، البلد صغير والحصص تمّ توزيعها". أنا أتعمد ترك هذا القول غامضًا نسبيّا، أي قابلاً للتأويل. خصوصًا وأنك تعلم بعملية الإقصاء التي تمّتْ بخصوص المركز الوطني للترجمة لأغزر التونسيين ترجمة، كما قيل، في المجال الأدبي على الأقل!
***
بعد رحلتي المشرقية السابقة في فصل الصيف، وعودتي منها بزاد لا بأس به من المطبوعات الجديدة، خصوصًا في الترجمة، سافرت مؤخرًا إلى دمشق للمشاركة في أمسيات شعرية بمناسبة احتفاليات "دمشق عاصمة ثقافية". لكن لهذه المشاركة قصة طريفة جديرة بالحكي: فقد تلقيت اتصالا من وزارة الثقافة التونسية قيل لي فيه:" إن تونس ستشارك بأسبوع ثقافي في دمشق. وقد طلبك السوريون شخصيًّا. ونحن أيضا تشرفنا مشاركتك..." ( علمت لاحقًا أن وزير الثقافة السوري رياض نعسان آغا هو الذي فعل ذلك. وقد قال لي حرفيًّا:" طلبتك شخصيًّا يا محمد!") وإلا ما كنتُ لأكون مناسبًا للمشاركة. هكذا عوّدوني فاعتدْتُ، كما تعلم.
المهم بعد جولة شعرية، مابين دمشق وحماه وحمص، رفقة الشاعرة آمال موسى وشاعر المحكية الجليدي العويني ( اكتشفت فيه شخصًا طيبًا كان اسمه يحول مسبقًا دون أية رغبة لي للتعرف عليه!) عدت إلى تونس، متآلفًا مع السفر المتواصل جنوبًا-جنوبًا، أي تحت مدار الجدي كما كان يقول أحد أصدقائي.
من السوق الحرة في مطار دمشق اصطحبت زجاجة فودكا عملاقة وبعض العرق: مواكبة للكباب الذي ستعدّه ماري. فلا تقهرني ببيرة اللاوس التي مازلت أحسدك ( ولا أقول: أغبطك) عليها.



***

الملتقى الأول لأدباء الأنترنت في تونس


***


Slideshow



***
بمبادرة حثيثة ولطيفة من الصديق الشاعر سوف عبيد، ودعم من المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث ببنعروس:
الملتقى الأول لأدباء الأنترنت في تونس
البيان الختامي و التوصيات
انتظمت بالمكتبة الجهوية بمدينة بنعروس بتونس، يومي 8 و 9 نوفمبر 2008 الدورة الأولى التأسيسية لملتقى أدباء الانترنت في تونس وذلك بدعم من المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث ببنعروس. و تمّ في إطار فعاليات الملتقى تكريم الأديبين سالم اللبّان وكمال العيادي بصفتهما من أول الأدباء التونسيين الذين انخرطوا في المشهد الرقمي. إلى جانب تقديم عدد من المداخلات التي تعنى بالشأن الأدبي الرقمي و تقنياته، كما تمّ تقديم عدد من الشهادات لأدباء تونسيين فاعلين في المشهد الرقمي. هذا و قد التأمت مائدة مستديرة في اليوم الثاني لتدارس و تطارح مشاغل الأدباء المشاركين في الملتقى والخروج بجملة من الاقتراحات و التوصيات التي من شأنها أن تقدم الإضافة إلى هذه المبادرة من أجل مزيد ترسيخها و دعمها و إشعاعها.
إنّ المشاركين في الدورة الأولى لملتقى أدباء الإنترنت في تونس إذ يشكرون المندوبية الجهوية للثقافة و المحافظة على التراث ببنعروس، و إذ يكبرون فيها السبق إلى تأسيس هذا الملتقى فإنهم يتقدمون بهذه التوصيات:
* دعوة وزارة الثقافة والمحافظة على التراث أن تدعم هذه المبادرة التأسيسيّة لتكون أكثر جمعا لشمل الأدباء في تونس و في البلدان العربية.
* إنشاء موقع خاص بالملتقى تكريسا لثقافة النشر الإلكتروني و مزيد التواصل بين المشاركين فيما بينهم و بين الأدباء بشكل عام.
* دعوة بقية الأدباء التونسيين والمؤسسات الثقافية للانخراط في المشهد الرقمي و تحفيزهم على المساهمة فيه.
* العمل على إنشاء ورشات في الدورات المقبلة تعنى بالأدب الرقمي وتقنيات الانخراط في النشر الإلكتروني ( الهندسة الثقافية).
* العمل على تشريك أدباء من خارج تونس عن طريق ما توفره شبكة الإنترنت من تقنيات ( صوت و صورة).
* دعوة المؤسسات الثقافية والتعليميّة بمختلف أصنافها إلى إيلاء الثقافة الرقمية الشأن الذي تستحق.
* العمل على مزيد طرح موضوع حقوق التأليف والنشر الإلكتروني خلال الدورات القادمة، و تحسيس الأدباء للاستفادة من التشريعات المشجعة.
* الدعوة إلى إنشاء مكتبة إلكترونية للمدونة الأدبية التونسية.
* دعوة الأطراف المعنية لتمكين الأديب من حاسوب مدعوم وربطه بشبكة الإنترنت بأسعار مشجعة.
* تشجيع الأدباء لشبان على الانخراط باكرا في مجال النشر الرقمي.
* دعوة وسائل الإعلام تكثيف العناية بالثقافة الرقمية.
مقررا الملتقى: صالح سويسي وفوزي الديماسي


كرمة الضيف:
محمود منير(*)




إعادة انتاج المجتمع والدولة في الأردن درامياً
مسلسل "سلطانة" يؤشر على ابداع غالب هلسا بعد عقدين على رحيله
*
هل يُنصف التاريخ الروائي الأردني الراحل غالب هلسا الذي طردته الجغرافيا العربية مدينة تلو الأخرى من عمّان إلى القاهرة فبغداد فبيروت إلى دمشق التي توفي بها ليعود على كفن إلى وطنه، وُيترك أكثر من عشر سنوات حتى تنشر آثاره الروائية والفكرية في الأردن ويحظى بتكريم شعبي ورسمي كان آخره جائزة الدولة التقديرية للآداب المزيد

*






*
كرمة الضيف: يحي القيسي

احتفاء ب "إيروتيك" الأجداد

يبدو أن دور النشر العربية أصبحت تتسابق اليوم إلى طباعة نتاج أجدادنا " الإيروتيكي" والكلمة هنا ملطّفة تجنبا للكلمة الأدق أي " الشبقي " ويمكن أيضا التعبير بشكل أكثر حرية عن ذلك التراث الجنسي الكبير، والخطير الذي عثرنا عليه ، نحن الأحفاد المؤدبين، بعد نحو ألف سنة أو يزيد، المزيد هنا
***
*



الرحلة المشرقية

"أواخر الصيف آن الكرم يًعتَصرُ"






عدت أخيرا محملا بمحبة الأصدقاء في كل من الأردن وسوريا بعد المشاركة في أنشطة معرضي الكتاب هناك. كما عدت بعقود جديدة من بيروت ومصر، وبحصيلة من النتاجات الجديدة تمثلتْ في صدور كتب جديدة وإعادة طبع كتب قديمة، لا سيما في مجال الترجمة. وهاهي ذي القائمة:
_ مجموعة شعرية جديدة بعنوان " ليل الأحفاد" عن الهيئة العامة السورية للكتاب. وتضم القصائد التي كتبتها بين قبرص وتونس أيام العذابات المشتركة. وكان قد نشر قسم منها في مجلة الكرمل، آنذاك. ويذكر أن مجموعة " ليل الأحفاد" تأتي بعد سابقتها " ليل الأجداد" التي صدرت في دمشق أيضا، في العام 2000.
_ مختارات من الأعمال الكاملة للكاتب الفرنسي الروماني الأصل؛ إميل ميشال سيوران، بعنوان " لو كان آدم سعيدًا" والعنوان مأخوذ من إحدى شذراته التي يقول فيها :" لو كان آدم سعيدًا في الحب لوفّر علينا التاريخ" وقد صدرت في عمّان عن دار أزمنة التي يديرها الروائي المتألق إلياس فركوح.
_ وعن الدار نفسها صدرت ترجمتي لمختارات من شعر أوكتافيو باث بعنوان " كنتُ شجرة وتكلّمتُ بستان حروف" على لسان أوكتافيو باث طبعا. والمختارات تضم القصائد " الشرقية" التي كتبها الشاعر أثناء إقامته في الهند وأفغانستان ممثلا دبلوماسيا لبلاده.
_كتاب نظرية الدين للكاتب الفرنسي جورج باتاي وقد صدرت ترجمته عن دار معد في دمشق.
إعادة طبع الروايات التالية: "حكاية بحار غريق" لماركيز، "ناراياما" للياباني شيشيرو فوكازاوا، "مملكة هذا العالم" للروائي الكوبي أليخو كاربنتييه. و"البابا الأخضر" للروائي الغواتيمالي أستورياس. وقد صدرت العناوين الأربعة السابقة عن دار ورد في دمشق.
ويذكر أن دار التنوير{ المقبورة سابقا والتي ورثتها المطبعة عبر المحكمة بعد هروب صاحبها بديونه} أعادت في بيروت طباعة كتبي التالية: "بدايات فلسفة التاريخ البورجوازية" لماكس هوركهايمر، و" ناراياما" المذكورة سابقا، وكذلك "البابا الأخضر".
قبل ذلك أعادت دار المدى العراقية طبع ترجمتي لرواية غابرييل غارسيا ماركيز " خريف البطريرك" وهي الآن تستعد للطبعة الرابعة للرواية التي كان صدورها الأول في بيروت في بداية الثمانينات وتجاوزت العشر طبعات إلى أن أقفلت الدار وتوفي صاحبها.

*



بين عمّان ودمشق

يسافر صاحب المدونة للمشاركة في فعاليات الدورة الثالثة عشرة لمعرض عمان الدولي للكتاب في الأردن، وبعد ذلك إلى معرض الكتاب في دمشق. وفي ما يلي نبذة عن البرنامج ونص مداخلة الكاتب
التتمة


ماري ماكاي

ماري ماكاي شاعرة وروائية أمريكية. ولدت وترعرعت في إنديانا بوليس. وهي تعود في نسبها إلى مارك توين من خلال عائلة والدها. حاصلة على الدكتوراه في الأدب المقارن، وتجيد عدة لغات منها الفرنسية والأسبانية والبرتغالية والروسية. نشرت تسع روايات وأربعة دواوين شعرية ترجم معظمها إلى عدة لغات منها اليابانية. كما تشتغل بكتابة السيناريوهات السينمائية. يحتفي شعرها بالحب والموت والطبيعة، بينما تتنوع رواياتها وتدور أحداثها في أماكن وحقب تاريخية متباينة جدا. فيما يلي واحدة من قصائدها المنتقاة من " رقصة إيروس العزيزة" وتمت ترجمتها بعد اتفاق معها.

كامستورا الطيبة: الوضعية رقم2
المزيد
*

***


جديد ! New

Rimbaud : l'incroyable découverte
<< La suite


اكتشاف نص جديد لرامبو: حلـم بيسـمارك (فانتازيـا)





***


***


(*)
***



UNESCO World Heritage Center

*

*
***

Un de mes poèmes - traduit de l'arabe
***

(Ce poème est extrait du recueil "Hafet al ardh" L’extrémité de la terre", Beyrouth, Dar al kalima, 1988)
(Le ton est plutôt pessimiste. En relisant l'histoire, le poète constate que la sagesse a disparu .Il s’agit donc d’entreprendre un dernier voyage, un nouvel exode dont l’issue ne peut être que la mort. L’ensemble se caractérise par une grande cohérence et tout autant de musicalité que la
traduction ne peut rendre ( Jean Fontaine

*



كرمة الضيف:

علي مصباح في أقاصي آسيا:

ارتياد الآفاق




بين نساء متحرشات ورجال سكيرين!


أخيرا، ها أنا في أرض الجرمان. وهذه هي المرحلة ما قبل الأخيرة في الرحلة. أجدني حاليا مثل آدم بعد الهبوط من الجنة : برد ووجوه عابسة مكفهرة. سأقضي حوالي عشرة أيام بمدينة فيزبادن بالقرب من فرنكفورت قبل أن أعود إلى بيتي البرليني؛ قوقعتي التي صرت أحن إليها بعد هذا الغياب الطويل. سأحاول أن أعطي فرصة لعظامي ومفاصلي الهرمة كي تستريح، فأنا فعلا مكسور الظهر بعد كل الطرقات الطويلة والرديئة في أرض لاوس وكمبوديا.
تايلندة تعتبر بلدا متقدما بطرقات جيدة وبنية تحتية متطورة. لكن الكارثة الكبرى كانت في لاوس حيث كان علي في أكثر من مرة أن أقطع مسافة حوالي 200 كيلومتر وأكثر في حافلات من ذلك النوع الذي لم نعد نراه في تونس منذ الستينات. الطريق في أغلب الأحيان غير معبدة أو أن الإسفلت قد تقشر وتهدم ولم تعد تطل من آثاره غير رقع صغيرة ونتوءات مضارها أكثر من منافعها. الحافلات تحشر بالركاب حشرا، وغالبا ما يتوجب إضافة مقاعد من البلاستيك (تابوريه) في الممر الضيق بين الكراسي، ومرة شحنوا في الممر أكياسا من البطاطا تحولت بسرعة إلى مقاعد للمسافرين.

المزيد>>>


*



هرطقات القنفذ

يوميات عراقية
قال لي عقاريّ دمشقي صغير: "أمريكا عقاري كبير؛ نحن نشتري بناية قديمة لنهدمها ونعيد بناءها على حسابنا، ونربح. أما هي فتهدم بلدًا لتعيد بناءه من أموال المالك!"
***
الولايات المتحدة تريد زرع الديمقراطية حيث لا توجد، وتسعى إلى حصدها حيث توجد؛ فهل يمكن الحديث عن ديمقراطية صلعاء؟
***
يستطيع المرء كتابة مئة وسبعين ألف قصة قصيرة تقتفي كل واحدة منها طرق التهريب المتعرجة عبر العالم، والتي خضعت لها كل مزهرية بابلية، أو أية قطعة أثرية، أو أي مخطوط من مكتبة بغداد، أو أي خنجر تحرك في الماضي وظل مسكونًا بقابلية الفعل في الحاضر، على طريقة بورخيس. لكن كيف يمكننا كتابة كل تلك القصص والحال أن بورخيس، على ما يبدو، قد مات؟
المزيد >>>
***




<*><*><*><*><*><*>

*

شهود إثبات على خياناتي

السعادة
خورخي لويس بورخيس

آدم هو من يُقَبِّل امرأة. والمرأة حوّاء.
كل شيء يحدث لأول مرة.



*
f-ch






*


***

بين عمّان ودمشق

يسافر صاحب المدونة للمشاركة في فعاليات الدورة الثالثة عشرة لمعرض عمان الدولي للكتاب في الأردن، وبعد ذلك إلى معرض الكتاب في دمشق. وفي ما يلي نبذة عن البرنامج ونص مداخلة الكاتب
يشمل برنامج معرض الكتاب في عمان فعاليات ثقافية وأدبية محلية وعربية تقام في مركز الحسين الثقافي.
- تبدأ أولى الفعاليات في 16/7 بأمسية شعرية عربية بمشاركة الشعراء عصام العبدالله/ لبنان، علي الشرقاوي/ البحرين، د. عز الدين المناصرة/ الأردن، ويدير الأمسية الشاعر موسى حوامده.
- تكريم شخصية المهرجان الفكرية : رئيس الجامعة الاردنية د. خالد الكركي.
- وفي برنامج المعرض الذي ينظمه اتحاد الناشرين الأردنيين بالتعاون مع أمانة عمان الكبرى ووزارة الثقافة ندوة بعنوان حياة وتجارب- روائيات عربيات ، تشارك فيها: المصرية ميرال طحاوي، السورية شهلا العجيلي ويدير الجلسة القاص يحيى القيسي.
- يلي ذلك جلسة بعنوان روائيون عرب شهاداتهم ، في 20 تموز للبحريني أمين صالح، السعودي عبده خال، التونسي محمد علي اليوسفي، ويدير الجلسة الكاتب هزاع البراري.
- وتقام أمسية شعرية نسوية يديرها الشاعر يوسف عبد العزيز بمشاركة الشاعرات زليخة أبو ريشة، مها العتوم، نبيلة الخطيب، ولينا أبو بكر.
- وخصص 22 تموز لمائدة مستديرة بعنوان: مبدعون عراقيون في الأردن تدير الجلسة الكاتبة سميحة خريس وبمشاركة: الموسيقي علي عبد الله، القاص علي السوداني، الناقد المسرحي عواد علي، القاص عبد الستار ناصر، التشكيلي رافع الناصري، الروائية هدية حسين، والروائي علي بدر.
- ويقام حفل توقيع الأعمال الكاملة للشاعر أمجد ناصر في 23 تموز ويترأس الجلسة محمد علي اليوسفي، ويقدم الناقد فخري صالح ورقة عن تجربة الشاعر، فيما يقدم الشاعر قراءة شعرية بمرافقة عزف موسيقي على العود. وتختتم النشاطات الثقافية في 24 تموز بمحاضرة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم يقدمها د.زغلول النجار/مصر ويترأس الجلسة بلال الشلول.

يشار ان اللجنة الثقافية تضم في عضويتها كل من رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين بلال الشلول، نائب رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين فاروق مجدلاوي، مدير الدائرة الثقافية لامانة عمان عبدالله رضوان، د.احمد راشد ممثل وزارة الثقافة، الشاعر موسى حوامدة، الشاعرة والاعلامية سميرة عوض، القاص يحيى القيسي، الناقد ناجح حسن، الإعلامية عزيزة علي، ومقررة اللجنة فهمية الزعبي.

وفي ما يلي نص المداخلة التي سيشارك بها الكاتب:

الرواية الأولى
لم أكن أعرف أن أول محاولة لي لكتابة رواية، وأنا في سن المراهقة، سوف تعاودني قبيل بلوغ الأربعين من أجل صياغة نهائية لتلك الرواية الأولى.
أذكر أنني كتبت روايتي الأولى بطلاقة، وقلم سيال، غير مكترث لقارئ أو لناقد. كانت تلك الكتابة لي أنا، أولا؛ لأفرح بها! يومذاك كانت الكتابة سرا لا يخلو من بهجة.
ظلت الخطوط العريضة لتلك الرواية الأولى هاجسا، لازمني وما يزال يلازمني. لكنني أضعت مخطوطتها وبدأت أعيش بعيدا عنها، قريبا منها أحيانا.
*
كتبت، ودرست، وأحببت، وسافرت، وفرحت، وتألمت، حتى بلغت عتبة الأربعين، فناديتها.
*
جاءت ضبابية، محتشمة، ريفية، لم تسافر مثلي أبدا. ظلت أمكنتها نقية في الذاكرة. الذاكرة التي اغتنت بأمكنة أخرى وبشر آخرين في المشرق والمغرب وأوروبا، كما عايشتْ حروبا ومغامرات لا تحصى.
*
عندما ناديتُها كنتُ قد كتبتُ الشعر وما زلت أكتبه. خضت تجربة الترجمة فترجمت أشعارا عالمية ووجّهني سوق العرض والطلب إلى ترجمة الرواية أكثر. مترجم الرواية يقرؤها عدة مرات وأكثر من ذلك: إنه يعاشر أسلوب الكاتب الذي يترجم له، ويكاد يطل على لحظة الكتابة الحميمة الموزعة على الاختيار بين المفردات والتعابير وبين الشطب وإعادة الصياغة.
وحتى قبل الترجمة كانت قراءاتي موزعة بين الشعر والرواية وبقية المصنفات الفكرية. كان الشعر أسهل تداولا ونشرا واستقبالا شفويا. ومع ذلك بدأتُ بالسيَر الشعبية التي حببني فيها خال أمي؛ ذلك الإسكافي الذي كان نصف حكواتي في أوقات فراغه!
ملت في تلك الحكايات إلى أشعارها، فقلدتها، ثم بدأت باكتشاف كتب التراث، وقد فرغت للتو من المرحلة التعليمية الابتدائية.
*
عندما أمعنت في الشعر، وفي السفر، وفي الدراسات الأكاديمية لاحقا، أثقلت الفلسفة زوادتي.
*
كان الشعر يتغذى من كل ذلك.
لم أنشر مجموعتي الشعرية الأولى ضمن كتاب إلا في وقت متأخر جدا. لذلك لم تكن مجموعتي " حافة الأرض" التي صدرت في بيروت سنة 1983 هي الأولى حقا. وجاءت مسربلة بالسرد والحواريات وتزاحم الأصوات والشخوص.
*
عندما ناديت "روايتي الأولى" تلك، كي أكتب "روايتي الأولى" هذه، سئلت في أكثر من مناسبة: لماذا تخليت عن الشعر وانتقلت إلى الرواية؟
وفي الحقيقة لم أكن قد تخليت عن الشعر ، ولم "أنتقل" أيضا. كانت روايتي الأولى في أدراج دماغي وغبار خطاي. وكانت الأربعون تقترب أيضا؛ إنها مرحلة الجرد والحساب: مرحلة الموازنة!
*
صدرت روايتي الأولى " توقيت البنكا" وجمعت فيها بين النداء القديم وتجربة المسافر المقيم.
ثم توالت رواياتي: شمس القراميد، دانتيلا، مملكة الأخيضر، بيروت ونهر الخيانات، عتبات الجنة.
*
أسئلة كثيرة تحيط بتجربتي الروائية: أستدعيها الآن ولا أرغب في استعادة الإجابة.
ما الحدود بين الشعر والكتابة السردية؟
ما مدى تأثرك بما ترجمت؟ وبما قرأت، طبعا!
تبدو كتاباتك نخبوية؛ فلمن تكتب؟
*
أين تقف؟
في البرزخ، أجيب.
لست تونسيا كثيرا. وقد استقبلني أهلي كذلك، بهذه الدرجة أو تلك.
لست مغاربيا كثيرا؛
ولست مشرقيا،
رغم لكنة يعيبونها أحيانا؟
ولا يستكثرونها عليك إذا ترغلت بـ " الربيبة" الفرنسية.
أنا أقيم في ما أكتب.
وصعب عليّ تغيير بيتي. وتبقى شبابيكي مفتوحة على كل ريح...
بما في ذلك تلك التي قد تطيح... بكل ما أملك...
محمد علي اليوسفي – تونس

***

النص الجديد الذي عُثر عليه
حلـم بيسـمارك (فانتازيـا)
ارتور رامبو


إنه المساء. تحت خيمته، المليئة بالصمت وبالحلم، يتأمل بيسمارك، وإصبعه على خارطة فرنسا. من غليونه الكبير يتصاعد دخان أزرق.
يتأمل بيسمارك. تتجول سبابته المعقوفة، على الورق، من الرين إلى لاموزيل، ومن لاموزيل إلى السين؛ بظفره شطب الورقة خفية حول ستراسبورغ، انتقل إلى مكان آخر.
في ساريبروك، في ويسمبورغ، في وورث، في سيدان، يجدل إصبعه الصغير المعقوف: يداعب نانسي، يخدش بيتش وفالسبورغ، يشطب ميتز، يرسم على الحدود بعض الأسطر الصغيرة المقصوفة ويتوقف...
منتصرا، يغطي بيسمارك بسبابته الألزاس واللورين! أوه! تحت جمجمته الصفراء، أي هذيان لبخيل! كم من غيوم الدخان الرائعة التي ينشرها غليونـه السـعيد!
***
يتأمل بيسمارك! عجبا! ثمة نقطة سوداء ضخمة تبدو كأنها أوقفت سبابته المختلجة. إنها باريس.
إذاً، الظفر الصغير السيئ، يشطب، يشطب الورقة، من هنا، من هناك، بغضب، وأخيرا، يتوقف... يبقى الظفر هنا، نصف مطوي، جامداً.
باريس، باريس! من ثم، كم حلم الرجل وعينه مفتوحة، بأن النعاس، بهدوء، يستولي عليه: تنحني جبهته على الورقة، بآلية، تقع كوة غليونه، الذي أفلت من بين شفتيه، على النقطة السوداء الحقيرة...
هاي! بوفيرو! لما أهمل رأسه المسكين، أنفه، غطس أنف السيد أوتو دو بيسمارك في الكوة اللاهبة. هاي! بوفيرو! اذهب يا بوفيرو! في كوة الغليون المتأجج... هاي بوفيرو! كانت سبابته على باريس! انتهى، الحلم المجيد!
***
كان رقيقا جدا، روحانيا جدا، سعيدا جدا ، أنف هذا العجوز الدبلوماسي الأول!
أخفوا، أخفوا هذا الأنف!
حسنا! يا عزيزي، متى ـ لكي تتقاسم الشوكروت الملكي، ستعود إلى القصر (...) بجرائم ... النساء (...) في التاريخ، ستحمل أبدا أنفك الكربوني بين عينيك الحقّتين!
ها هو الأمر! ينبغي عدم الاستغراق بالأحلام (أحلام اليقظة)

***


اكتشـاف نـص جديـد لأرتـور رامبـو.. حلــم بيسمــارك

قد يبدو بمثابة اكتشاف الألفية الجديدة، الأدبي بطبيعة الحال. تم العثور على نص مجهول للشاعر الفرنسي أرتو رامبو. الخبر نزل كالصاعقة على وسائل الإعلام الفرنسية التي تداولته، وبخاصة صحيفة «لوفيغارو» التي أجرت تحقيقا حول الموضوع كما نشرته. قد لا يكون النص على قدر كبير من الجودة الأدبية، لكنه يبقى في أي حال نصا لرامبو. هنا إعداد وترجمة للقضية، عن «لوفيغارو». ارتور رامبو صحافي؟ لفترة طويلة ماضية راودت هذه الفرضية العديد من اختصاصيي الشاعر الفرنسي ودارسيه. لكن منذ اليوم، أصبحت الفرضية حقيقة واقعة. نعم لقد حاول ارتور رامبو أن يكتب في مطلع شبابه للصحافة. كان لا يزال بعد في السادسة عشرة من عمره، حين «تخلى» ـ مؤقتا ـ عن الشعر ليكتب النثر. فجاء نص ذو عشرات الأسطر بعنوان «حلم بيسمارك» وقعّه رامبو باسم مستعار هو جان بودري. نُشرت المقالة في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) في صحيفة يومية محلية بمنطقة «الأردين» هي صحيفة «لو بروغريه دي أردين» (Le progrès des Ardennes ) التي لم تستمر طويلا في الصدور. هذا العدد عُثر عليه مؤخرا عند بائع كتب قديمة (Bouquiniste) في مدينة «شارلفيل»، مسقط رأس الشاعر. وبذلك يشكل النص هذا، أول مخطوطة مكتشفة للشاعر منذ أكثر من ستين سنة. اكتشاف أثار الكثير من التعليقات مثلما أسال الكثير من الحبر في بلاد الشاعر التي «دار رأسها» بسبب هذه الاكتشاف غير المتوقع. اكتشاف بطله باتريك تاليرسيو وهو مخرج أفلام وثائقية، ذهب إلى «الأردين» ليصور فيلما قصيرا حول أثر رامبو. وفي شهر نيسان الماضي، قام المخرج الشاب برحلة ثانية إلى مسقط رأس الشاعر، إذ كان في نيّته أن يظهر الوجه الثاني لأرتور رامبو، في عام ,1870 بين شارلفيل وشارلوروا. من هنا قرأ المخرج كل شيء يتعلق «ببطله»، على الرغم من اهتمامه بفترة حرب عام 1870 التي اندلعت في الأردين. وخلال تردده على بائعي الكتب القديمة، أخرج له أحد هؤلاء البائعين، ويدعى فرانسوا كينار، ثلاثة أعداد من مجلة «لو بروغريه دي أردين» كان يحتفظ بها منذ سنتين في حانوته. لفت أحد الأعداد نظر المخرج، فساوم البائع على السعر إذ كانت هناك بعض الصفحات المنزوعة. وانتهت القضية بثلاثين يورو. «لم تثر هذه الصحف اهتمام أحد» (طيلة الفترة التي كانت في المحل) يقول البائع الذي يضيف، «كنت اشتريتها من زبونة جاءت إلى محلي لتبيعني بعض الكتب القديمة. كانت هناك العديد من الأوراق القديمة في صندوق سيارتها، وكانت تريد أن ترمي بها. أخذت منها كل شيء. كنت أعرف أن رامبو ربما كان كتب ذات يوم لصحيفة «لو بروغريه...» لكني لم أكن أذكر اسمه المستعار. باتريك تاليرسيو، من جهته، كان يعرف جيدا هذا الاسم، يعرف هذا الاسم المستعار الذي استله رامبو من عنوان مسرحية درامية كتبها أوغست فاكري. لقد وجد المخرج قطعة «البازل» التي كانت تنقص اللوحة لتكتمل منذ سنين بعيدة. دلائل وإشارات ثمة العديد من الدلائل التي أشارت إلى أن رامبو، في مراهقته، قد راودته فكرة أن يكون صحافيا. حتى إن صديقه دولاهاي، أكد بنفسه، أن رامبو كان أرسل بعض النصوص إلى مدير صحيفة «لو بروغريه ...» مستعملا اسم جان بودري. وثمة أيضا، رسالة من جاكوبي، مدير هذه الصحيفة الاحتجاجية، كان أرسلها إلى بودري «الغامض» طالبا منه أن يتوقف عن إرسال قصائد إليه لأنها لن تنشر مطلقا في الصحيفة، ليطلب منه كتابة مقالات حول أحداث راهنة و«لها منفعة». في 31 كانون الأول، دمر القصف الألماني لمدينة شارلفيل جزءا كبيرا من المدينة ومعها مطبعة صحيفة «لو بروغريه...». وقام الزمن، منذ 138 سنة بفعل الباقي، حيث لم يتبق إلا عدد قليل من أعداد هذه الصحيفة «لا نملك إلا سلسلة واحدة من هذه الصحيفة وهي ذات فجوات كثيرة، إذ لا نملك إلا 15 عددا» يقول جيرار مارتان، مدير المكتبة البلدية الذي يراوده حلم واحد: أن يوافق باتريك تاليرسيو على العرض الذي يتقدم إليه به وهو شراء هذه الأعداد كي يأتي هذا النص ويلتحق بسلسة الأعداد الموجودة في شارلفيل. القيمة الأدبية ما من أحد يشك الآن في بلاد رامبو بأهمية هذا الاكتشاف. إذ نسي الجميع تلك الحلقة المشؤومة العائدة لـ«الصيد الروحاني»، أي تلك «المخطوطة الأسطورية» التي ادّعى الناقد الأدبي باسكال بيا أنه وجدها في عام ,1949 في حين أنه اصطنع هذه القضية بأسرها. لقد بدأ اختصاصيو رامبو بفرك أيديهم. لقد عادت شهيتهم للتفتح، وبخاصة جان ـ جاك لوفرير: «ثمة نصوص أخرى لرامبو، نثرية وشعرية تنتظر بدورها أن يكشف النقاب عنها في هذه الصحيفة. ربما يكمن الأمل في عتمة سقيفة ما في منطقة الأردين. ومع ذلك ثمة أمل ضئيل، لكن من يعرف، ربما هناك بعض سكان تلك المنطقة ما زالوا يحتفظون ببعض أعداد هذه الصحيفة التي تحوي نصوصا موقعة باسم «ارتور رامبو» أو «جان بودري».... من جهة أخرى، لا يشك جان ـ جاك لوفرير، وهو أحد أكبر الاختصاصيين بأدب الشاعر الفرنسي وسيرته، بصحة هذا النص، من هنا، وحول سؤال عن قيمة النص من الناحية الأدبية الصرفة، يجد لوفرير (في حوار مع صحيفة «لوفيغارو») أن النص لا يملك قيمة أدبية كبيرة «إذ إنه قبل أي شيء آخر كان كتب ضمن ظرف معين، إنه نص سجالي موجّه إلى قراء صحيفة يومية في الأردين، على خلفية الحرب الفرنسية ـ البروسية (إذ إننا في عام 1870). حتى إن رامبو ذاته لم يكن يولي أهمية كبيرة إلى ذلك الأمر، باعتبار أنه وقع النص باسم مستعار. من المحتمل، وفي الطبعات اللاحقة من «الأعمال الكاملة» للشاعر، أن نجد نص «حلم بيسمارك» هذا ضمن نصوص «الملاحق». من جهتي، لست بحاجة إلى مقالة هذه الصحيفة كي أقرأ «فصل في الجحيم» أو «الاشراقات» لكنني أعترف لباتريك تاليرسيو بأنه سمح لي أن أقرأ هذا النص العائد إلى عام ,1870 حيث إننا نعرف لحمته بفضل شهادة إرنست دولاهاي». وعما إذا كان على يقين من أصالة هذه الوثيقة يقول لوفرير: «قليل هو ما كنا ننتظره من هذا الاكتشاف، إلا أن فكرة التزوير راودت بعض الرؤوس. حتى إن هناك الكثير من اللغط الذي دار على مواقع الانترنت والذي ادعى أنه هو من كتب هذه الوثيقة... في الواقع، عدا عن الاستحالة المادية في صناعة عدد مزور من الصحيفة، (عائد إلى عام 1870)، نحن نعرف أن هذا النص موجود بسبب ما قاله لنا إرنست دولاهاي، صديق طفولة رامبو. إن اكتشاف باتريك تاليرسيو ليس أقل من عمل مدهش. لقد التقيته وأؤكد لكم أن ما من تزوير في هذه القضية».... [ لكن النص يملك بعض النبرات الوطنية، ونحن نعرف أنه في مراهقته لم يكن يتمتع بهذه الشهرة؟ [[ في رسالة مكتوبة بالضبط قبل ثلاثة أشهر (من هذا النص) في 25 آب ,1870 موجهة إلى جورج إيزامبار، يتحدث رامبو عن «الوطنجية» ويرى أن مسقط رأسه يبدو أكثر هبلا من باقي المدن الصغيرة المحيطة به... ويضيف صاحب من كتب لاحقا، «حلم بيسمارك» التالي: «ينهض وطني! أما أنا فأفضل أن أراه قاعدا». لكن ألم يطلب بودلير أن يضاف إلى شريعة حقوق الإنسان، حقان اثنان: حق عدم المعارضة وحق الرحيل. لقد استخدم رامبو هذين الحقين المنسيين بكثرة، هذا ما تثبته لنا حياته. [ ما الذي يضيفه هذا النص عمّا نعرفه عن رامبو؟ [[ إن كتابات رامبو الأدبية العائدة لتلك الحقبة نادرة مثلها مثل المقالة التي ظهرت في صحيفة «لو بروغريه...»، قبل ذلك بعدة أسابيع، ذهب رامبو إلى شارلروا ليقدم نفسه كصحافي، بالكاد كان يبلغ السادسة عشرة من عمره، اقتاده مدير الصحيفة وقفل راجعا، إلى شارلفيل، مغلوبا على أمره بدون شك. يمكن لنا أن نظن أن حياته كصحافي قد انتهت هنا. بيد أن اكتشاف نص «حلم بيسمارك» يشير إلى أنه نجح على الرغم من كل شيء في أن يتعاون مع صحيفة مسقط رأسه. [ بمَ يشير هذا النص المكتوب في عمر السادسة عشرة عن صاحب المركب السكران المستقبلي؟ [[ إنه ليس رائعة أدبية، لكنه نص استعاري جميل، ممسوك جيدا... لكن علينا أن لا نرى في هذا النص أكثر مما يحتويه. لا تنقصه لا القريحة ولا القوة. لكننا لا نرى فيه الشارات التي أتاحت لرامبو أن يكتب، بعد أقل من سنة من ذلك، «المركب السكران»، إذ ثمة فرق كبير. ومع ذلك، فقد كان رامبو، وهو في السادسة عشرة، يملك نضجا كبيرا. في الحقيقة إن أردنا أن نقرب هذا النص مع قصيدة من قصائده فهي قصيدة «النائم في الوادي»، التي تبدو معاصرة له والتي تشي برعب الحرب عبر مواجهتها بجمال الطبيعة ونعومتها. كما نجد أن نص «حلم بيسمارك» يصوب ناره على بشاعة الحرب، بينما قصيدة «النائم..» لا تملك أي هوية، إن المقالة الصحافية تشير إلى هدفها: القنصل الألماني. لقد انحاز رامبو إلى وطنه. وبذلك يبدو رامبو وطنياً وهذا ما كان ينقص مجموعة الأسلحة التي صنعها له من جاء من بعده. [ هل من الممكن أن نكتشف بعد نصوصا أخرى للشاعر؟ [[ إن اكتشاف مقالة صحيفة «لو بروغريه...» يعيد الأمل في أن نجد، في عدد آخر من أعداد الجريدة، نصوصا أخرى للشاعر. إذ إن نص «النائم...» الذي تحدثت عنه كان قد نشر في أحد أعداد هذه الصحيفة، بيد أن مجموعة هذه الصحيفة، المتبقية لغاية اليوم، ينقصها الكثير من الأعداد، من هنا لا نستطيع رسم صورة كاملة. أيها الآردينيون ابحثوا في حقائبكم.

عن السفير: ترجمة اسكندر حبش

للاطلاع على الملف الفرنسي: هنا


***





عودة إلى الصفحة الرئيسية
Return home


*

المتابعونFollowers

التسميات

كرمة فيروز Fairuz'sCarma




 

carma carma كرمة
* لا تنقر هذا المربع الصغير>> carmasutra.fr.gd

Archives