Carma 2


veni vidi vici verba volant scripta manent

Updates
التحديثات
alcarma.wordpress.com

الأحد

أخبار طرائف ومفارقات

التونسي آخر من يعلم؟

http://www.awaal.net/media/thumbs/1235947750.jpg

في الندوة الصحفية التي انعقدت صباح أمس بالمسرح البلدي بالعاصمة والخاصّة بجائزة البنك التونسي (جائزة أبو القاسم الشابي حول النصّ المسرحي) أشار الكاتب التونسي عزالدين المدني الذي أشرف على الندوة بحضور لجنة التحكيم التي يرأسها الجامعي محمد المديوني الى أنه سيتم الإعلان عن الفائز بها يوم الاربعاء في السابعة مساء بالمكتبة الوطنية.
ومن خلال تجوالنا اليومي عبر منابر الصحافة العربية تفاجأنا باسم الكاتب الفائز بالجائزة على منبر جريدة «الرأي» الاردنية وهو على ما يبدو الروائي والمسرحي الاردني هزاع البراري الذي نجده في تصريحه للجريدة المشار اليها «الرأي الاردنية» يعبّر عن سعادته الكبيرة بجائزة أبي القاسم الشابي ويؤكد مدى أحقيته بها وينوّه بمصداقية لجنة تحكيمها. هنا بعض من تصريحاته التي تؤكد فوزه بالجائزة التي تتكتّم عليها لجنة التحكيم ونجدها على منابر الصحافة العربية وقد صرّح الكاتب الاردني بما يؤكد حصوله على جائزة أبو القاسم الشابي الخاصّة بالنصّ المسرحي (...)... إلخ... إلخ

لطفي العربي السنوسي

جريدة الصحافة التونسية / الثلاثاء 19 ماي 2009

***


saadi-youssefAdonis





سعدي يوسف يهجو أدونيس!

رَمْــلُ دُبَــيّ

" إلى أدونيس "


إبَرٌ من أغصانِ صنوبرةٍ كانت تفرِشُ أرضَ الممشــى،

والـمَمشــى كان رفيقاً يصعدُ نحوَ الدارةِ

حيثُ يبيتُ أرِقّاءٌ من بُلدانٍ شَـتّى، لَيلتَهُم، منتظِرينَ النخّاسَ الســوريَّ.

النخّاسُ السوريُّ

يُقَلِّبُ في دارتِهِ الباريسيةِ أوراقاً ناعمةً

وحساباتِ مصارفَ...

أو أضغاثَ عناوينَ.

النخّاسُ الســوريُّ ، يسيرُ الآنَ إلى الدارةِ

حيثُ أقامَ أرِقّاءٌ من بُلدانٍ شــتّى ليلتَهــمْ.

سيقولُ صباح الخيرِ

ويضحك ضحكتَهُ الخافتةَ.

الشعراءُ الـمَسْلوكونَ إلى حبلٍ من مَسَــدٍ

كانوا ينتظرونَ النخّاسَ السوريّ.

...........................

...........................

...........................

أمواجٌ هَـيِّــنــةٌ كانت في الفجرِ تُوَشْــوِشُ رملَ الشاطئ.

مَرْكبُ فَحْمٍ، فيه الشعراءُ

أرِقّاءُ النخّاسِ السوريّ

يرســو

في الفجرِ المحتقِنِ الرَّطْبِ

على رملِ " دُبَــيّ ".

لندن 28.01.2009


تعليق من عبده وازن- جريدة الحياة

لا يحتاج أدونيس الى مَن يدافع عنه إزاء القصيدة التي هجاه بها سعدي يوسف وعنوانها «رمل دبي»، ولا يحتاج سعدي بدوره الى مَن يردّ عليه، فهو يدرك جيداً لماذا يهجو وكيف (...)

لم تكن العلاقة بين الشاعرين لتخلو من بعض الحسد الذي يظل مُضمراً بحسب العادة، لكنّ هذا الحسد انفجر فجأة - على ما بدا - واستحال بغضاً وكراهية وحقداً... وهذا لم يُعهد لدى سعدي الذي لم يتورّع عن وصف أدونيس بـ «النخاس السوري». كان سعدي حتماً في احدى «تعتعاته» التي كثيراً ما دفعته الى ارتكاب الهفوات، وإحداها ادعاؤه مرّة بأنه هو الذي كتب رواية أحلام مستغانمي «ذاكرة الجسد». ولم يرمِ سعدي هذه «الفتنة» إلا بعدما راجت الرواية وتبوأت قائمة الكتب الأكثر مبيعاً طوال أعوام. أما العجب العجاب فهو أن ينسى سعدي أو يتناسى أنه تسلّم في دبي مئة ألف دولار عندما فاز بجائزة العويس، وراح يقلّب تلك الأوراق الناعمة بأصابعه. ونسي أو تناسى أنه صعد الى المسرح، في الاحتفال الذي أقامته مؤسسة العويس في أحد فنادق دبي، وعلى صدره علم الامارات... وقد تناسى أيضاً كيف جاء الى قطر قبل عامين في طريقة شبه سرية ليشارك في ندوة يتقاضى منها مبلغاً وفيراً، وكاد مجيئه يحدث مشكلة سياسية بعد تهجمه على الشيخ زايد رئيس دولة الامارات غداة رحيله، ما اضطر مؤسسة العويس الى سحب الجائزة منه معنوياً وليس مادياً طبعاً

***

صحيفتا «السفير» و«القدس العربي» نشرتا قصيدة سعدي يوسف الأخيرة «رمل دبي» من دون إهداء. لكنّ موقع «كيكا» أعاد الإهداء إلى مكانه: إلى أدونيس. هكذا رفع الالتباس، وعرفنا من هو «النخّاس السوريّ» خليل صويلح


***

مشاهدات من سماء الله المطلقة

بقلم : لطفي العربي السنوسي

tayarat-lotfi


المكان: سماء الله المطلقة... لا فوق السحاب... ولا تحته...

الوقت: نسي «غرينتش» ان يعدل ساعته....

الشخصيات: كتاب ونقاد وشعراء واعلاميون ومسرحيون ومغنون

الطقس: لم يكن مواتيا للطيران بجناح واحد...

الوجهة: توزر... في اتجاه مائوية ابي القاسم الشابي....

حركة أولى

ثرثرات هنا وهناك... وبداية المؤامرات الصغيرة... كان الشابي محورا وموضوعا للنميمة... شعراء متحفّزون يسألون عن «الكاشي» ـ فالاحتفالية كبيرة ومن المتوقع ان يكون «الكاشي» سخيا في حجم الغنيمة... أحمد عبد المعطي حجازي يلعن النقد والنقاد... سميح القاسم في صمت يضع رأسه على «عكازه الطارىء»... هو الرجل الاول في دولة الشعر بعد رحيل درويش... حيدر محمود الشاعر السفير الوزير يتذكر ليالي تونس الصاخبة وقد أقام بها عشر سنوات سفيرا وشاعرا... الدكتور كمال عمران الجامعي والامام الخطيب مدير اذاعة الزيتونة للقرآن الكريم «بركة الله» ونحن في سمائه... حياة الرايس ـ كانت ـ وحدها ـ ترتعش... ولا شيء حدث بعد ـ لكأن الريح تحتها ـ المنصف الجزار لم يكن مرتاحا في مقعده وكان يتمتم بكلمات مبهمة لكأنها تسبيحات ـ ولا شيء حدث بعد. عزالدين المدني يتحدث بصوت عال عن «البحر الوافر» ويلعن الريح في سره... المنصف المزغني نسي ان يطفىء الاضواء في بيت الشعر... وكان متقشفا في كلماته ويعدّها قبل ان ينفقها... غياب جميلة الماجري رئيسة اتحاد الكتاب التونسيين كان سؤال المؤامرة الاولى وتكرر كالنميمة... الفة يوسف كانت حيرتها كبيرة وهي تتأمل ارتعاشات حياة الرايس وتبحث لها عن مبرر..

هكذا كانت الرحلة في بداياتها... مملوءة بالمؤامرات الصغيرة وقد قطعت بنا طائرة «حنبعل» الداخلية نصف المسافة او اقل بقليل... وسط سماء سوداء غاضبة ومطبات هوائية قوية... على حدّ تعبير «الطيّار»... كنا ـ تقريبا ـ على مشارف القيروان ـ جوّا ـ (بالحساب الارضي) اي فوقها... تحت سمائها...

حركة ثانية

هنا ثمة تبدل... لم يكن متوقعا في المشهد... ثمة صوت... جاءنا من السماء... من قمرة الطيار الغامضة.... وبشرنا... بأننا امام موتنا... خلل خفيف وطارىء.... ونحن في السماء... مطلقا... لا على الارض مطلقا.... ليس لطائرتنا يمينا ولا يسارا لتقف عنده فتصلح العطب فيما نحن نرتاح قليلا في «المشوى».

ثمة سقوط مباشر... هبوط حرّ بلا أجنحة... سنعود فورا الى مطار تونس قرطاج... هكذا تردد صوت الطيار في بشراه.

لقد بشرنا بخير كبير... ردّد المزغني ـ مرتعشا ـ وقد اضطر لانفاق بعض الكلمات...

صمت كامل... مطلق وغامض

هنا... صمت كامل مطلق وغامض... نحن الان امام موتنا... سبقنا الى السماء وانتظر قدومنا الجوّي باجنحة من حديد.... الشعراء يتبعهم الغاوون... ـ لم ـ تبعهم ملك الموت الى السماء... وهو يعلم ان لهم «بيتا» ومديرا... تبدل المشهد... تبدلت الملامح والوجوه... من يتلو علينا الفاتحة... وكل الكتب المفتوحة... كانت شعرا منثورا او عموديا موزونا... راديو الطائرة لم يكن معدلا على اذاعة الزيتونة للقرآن الكريم... فقط مديرها بيننا وكان مفجوعا... يسبح من اجل نجاته...

في المشهد امرأة تندب بشدة (لم تكن ضمن الوفد المتوجه الى المائوية).... حياة الرايس اضافت الى ارتعاشاتها بكاء لكأنه النحيب....تبكي حظها التعس وتلعن الشعر والسفر والريح... فتحت الفة يوسف كتابها «حيرة مسلمة» وعدلت فيه قليلا بعدما فهمت سر الرعشة التي امتلكت حياة الرايس التي كانت تنظر الينا تماما كمن يودع حياته... بكاؤها اقنعنا باننا ـ فعلا ـ ميتون... لا خلاص.. ولا نجاة... هنيئا لجميلة الماجري التي لم تأت ولآدم فتحي الذي تأخر... هنيئا لاتحاد الكتاب بكل هؤلاء الموتى من الشعراء... هنيئا لأولا احمد الذي سيعود الى بيت الشعر خلفا عن المزغني...

كل الوجوه امام موتها اسقطت اقنعتها... الاصفر كان اللون الطاغي... الازرق احيانا... لا أدري لم طغت مسحة الندم على الوجوه... وجوه تكاد تعتذر عما فعلته، يكاد الجميع يعتذر للجميع.. لكن امل النجاة منعهم من الاعتذار عما فعلوه على وجه الارض... وقد أعلن الطيّار خلاصنا ونجاتنا فعادت الاقنعة سريعا... الى وجوهها... لا أحد ندم ولا احد اعتذر...

فرحنا بعودتنا سالمين الى الارض.... عناق وتهاني... كم هي محبة الارض... ترابها وماؤها وهواؤها... لا دور ولا حياة لنا في ا لسحاب... السماء للطيور... والارض لنا... هذا ما علمته لنا الريح... وهذه حكمة تعلمناها ذاك المساء...

بعد عودتنا المنتصرة الى الارض علمنا ان الطائرة كانت في السماء بجناح حديدي واحد وقد تعطل جناحها الثاني... كم كانت الكارثة عظيمة.

ترك الدكتور كمال عمران الرحلة والمطار واقسم ان لا يعود وان لا تطأ قدماه ارض الشابي... وأسرع الى اذاعة الزيتونة وهو مديرها ليتبين الحكمة من الطيران بلا أجنحة.. الفة يوسف غادرت المكان بسرعة في اتجاه الارض لتعيد النظر في حيرتها... المنصف المزغني كان سعيدا بنجاته وهو الذي لم ينفق شيئا من خوفه وانفق كل ما لديه بعد الخلاص....

بعد هدوء النفوس والارواح اعدوا لنا طائرة ثانية تحمل اسم الطاهر الحداد ما جعلنا نقتنع بأنّنا سنصل الى توزر بلا تعب... الم يكن الطاهر الحداد رفيقا مخلصا للشابي كما كان الحليوي الجناح الثاني للشابي... ركبنا طائرة الحداد (ثانية) وقد غادرنا عدد ممن رافقنا في رحلة الرعب الاولى ورفض العود على البدء...

طائرة الرعب ـ كما سماها المزغني ـ جربت الطيران بجناح واحد وكادت تهلكنا... وحده الشابي كان يحلق بجناح واحد وطار بعيدا.

السبت 28 فيفري 2009

essahafa.info.tn


قصائد جديدة غير منشورة لمحمود درويش

يصدر قريبًا عن دار رياض الريس ديوان للشاعر الراحل محمود درويش يضم القصائد الأخيرة التي كتبها، ومنها ما لم يتسنّ له أن يضع عليها اللمسات الأخيرة بعدما خطفه الموت. والديوان عنوانه «لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي» وهو مرفق بملف صغير كتبه الروائي الياس خوري الذي كان أول من حصل على مخطوط الديوان. وكان من المقرر أن يصدر هذا الديوان قبل أشهر لكن ظروفاً أخّرت نشره الى أن تم الاتفاق على إصداره لدى دار رياض الريس التي تملك الحقوق الحصرية لنشر أعمال محمود درويش. هنا أربع قصائد غير منشورة من الديوان ومنها واحدة لم يضع الشاعر لها عنوانًا.

بلا عنوان

إذا كان لا بُدَّ من قمرٍ

فليكن كاملاً، ووصيّاً على العاشقة!

وأمّا الهلال فليس سوى وَتَرٍ

مُضمرٍ في تباريح جيتارةٍ سابقة!

وإن كان لا بُدَّ من منْزلٍ

فليكنْ واسعاً، لنربي الكناريّ فيه.. وأشياءَ أخرى

وفيه ممّر ليدخلَ منه الهواء ويخرج حرّا

وللنحلِ حقُّ الإقامةِ والشغلِ في رُكنهِ المهمل

وإن كان لا بُدَّ من سفرٍ

فليكن باطنيّاً، لئلا يؤدّي إلى هدف

وأمّا الرحيل، فليس سوى شغف

مرهفٍ بالوصول إلى حُلُمٍ قُدَّ من حجر!

وإن كان لا بُدّّ من حلم، فليكنْ

صافياً حافياً أزرق اللون، يولد من نفسهِ

كأنّ الذي كان كان، ولكن لم يكنْ

سوى صورة الشيء في عكسهِ

وإن كان لا بُدَّ من شاعرٍ مختلفْ

فليكن رعويّ الحنين، يُجعّد ليل الجبال

ويرعى الغزالة عند تخوم الخيال، ولا يأتلفْ

مع شـيءٍ ســـوى حســّه بالمدى والندى والجمال

وإن كان لا بُدَّ من فرح، فليكنْ ساخناً

كدمِ الثور، لا وقتَ يبقى على حاله

الغناءُ حلالٌ لنا مثل زوجاتنا، فليكنْ ماجناً فاتناً

لكي يخجلَ الموتُ منه.. وينأى بأثقاله

وإن كان لا بُدَّ من علمٍ للبلاد

فليكنْ عالياً، وخفيَّ المجاز.. قليلَ السواد

وبعيداً، كأودية، عن جفاف المكان وأيدي الصغار

وعن غرفِ النوم، وليرتفع فوق سطح النهار

وإن كان لا بدَّ مني... فإني

على أُهبة المرتضى والرضا، جاهزٌ للسلام

مع النفس. لي مطلبٌ واحدٌ: أن يكون اليمام

هو المتحدّثُ باسمي، إذا سقط الاسم منّي!

عينان

عينان تائهتان في الألوان. خضراوان قبل

العشب. زرقاوان قبل الفجر. تقتبسان

لونَ الماء، ثم تُصوّبان إلى البحيرةِ نظرةً

عسلية، فيصيرُ لونُ الماء أخضر...

لا تقولان الحقيقة. تَكْذبان على المصادرِ

والمشاعر. تنظران إلى الرماديّ الحزين،

وتُخفيان صفاته. وتُهيّجان الظلِّ بين الليلكيّ

وما يشعّ من البنفسجِ في التباسِ الفرق.

تَمتلئان بالتأويل، ثم تحيّران اللون: هل هو

لازورديّ أم اختلطَ الزُمُرّدُ بالزبرجدِ والتركواز

المُصَفّى؟ تَكبران وتَصغران كما المشاعر...

تكبران إذا النجومُ تنَزّهتْ فوق السطوح

وتصغران على سريرِ الحبّ. تنفتحان كي تستقبلا

حلماً ترقرقَ في جفونِ الليل. تنغلقان كي

تستقبلا عسلاً تدفّقَ من قفيرِ النحل

تنطفئان كاللاشيء شعرياً، غموضاً عاطفياً

يُشعلُ الغابات بالإقمار. ثم تعذّبان الظلّ:

هل يخضوضرُ الزيتيُّ والكحليّ فيَّ أنا الرماديَّ

المحايد؟ تنظران إلى الفراغ. وتكحّلان بنظرةٍ

لوزيةٍ طوقَ الحمامة. تفتحان مراوحَ الخُيلاء

للطاووس في إحدى الحدائق. ترفعان الحَوْرَ

والصفصاف أعلى ثم أعلى. تهربان من

المرايا، فـــهي أضيق منهما. وهما هما في الضوء

تلتفتان للاشيء حولهما فينهضُ، ثم يركضُ

لاهثاً، وهما هما في الليل مرآتان للمجهول

من قدري. أرى، أو لا أرى، ماذا يعدّ الليلُ

لي من رحلةٍ جويةٍ – بحريّة. وأنا أمامهما

أنا أو لا أنا. عينان صافيتان، غائمتان،

صادقتان، كاذبتان عيناها. ولكن، منْ هي؟

بالزنبق امتلأ الهواء

بالزنبق امتلأ الهواءُ، كأنّ موسيقى ستصدحُ

كلُّ شيء يصطفي معنى، ويرسلُ فائض المعنى

إليَّ. أنا المعافى الآن، سيِّدُ فُرصتي

في الحب. لا أنسى ولا أتذكّر الماضي،

لأني الآن أولدُ، هكذا من كلّ شيء...

أصنعُ الماضي إذا احتاجَ الهواء إلى سلالته

وأفسدَه الغبار. وُلدتُ دون صعوبة،

كبناتِ آوى، كالسمندلِ، كالغزال.. ولم أهنئ

والديَّ بصحتي وسلامتي. والآن، أقفزُ

صاحياً وأرى وأسمع. كلُّ هذا الزنبق

السحريّ لي: بالزنبقِ امتلأ الهواء كأنّ

موسيقى ستصدح. كلُّ ما حوالي يهنئني:

خلاءُ السقف من شبحٍ ينازعني على نفسي

وكرسيّ يرحّبُ بالتي تختار إيقاعاً خصوصيّاً

لساقيها. ومرآةٌ أمام الباب تعرفني وتألفُ

وجه زائرها. وقلبٌ جاهزٌ للاحتفال بكلِّ

شيء. كلُّ شيء يصطفي معنى لحادثة الحياة،

ويكتفي بهبات هذا الحاضرِ البلّور. لم أعرفْ

ولم أسألْ: لماذا أحتفي بصداقةِ اليوميّ،

والشيء المتاح، وأقتفي إيقاع موسيقى ستصدح

من زوايا الكون؟ لا أنسى ولا أتذكّرُ

الغد... ربما أرجأتُ تفكيري به، عن غير

قصدٍ، ربما خبّأتُ خوفي من ملاكِ الموت،

عن قصدٍ، لكي أحيا الهنيهةَ بين منْزلتين

حادثة الحياة وحادث الموت المؤجّل ساعةً

أو ساعتين، وربما عامين... يفرحني تَذكُّرُ

ما نسيتُ: نسيتُ أن أنسى غناء الناي

للأفعى. بلا سببٍ يفيضُ النهرُ بي، وأفيض

حول عواطفي: بالزنبق امتلأ الهواء كأنّ

موسيقى ستصدح!

إلى شاعر شاب

لا تصدّقْ خلاصاتنا، وانسها

وابتدئ من كلامك أنت. كأنك

أوّل من يكتب الشعر،

أو آخر الشعراء!

إن قرأت لنا، فلكي لا تكون امتداداً

لأهوائنا،

بل لتصحيح أخطائنا في كتاب الشقاء.

لا تسل أحداً: منْ أنا؟

أنت تعرف أمّك..

أمّا أبوك... فأنت

الحقيقة بيضاء. فاكتبْ عليها

بحبر الغراب.

والحقيقة سوداء، فاكتب عليها

بضوء السراب!

إن أردت مبارزة النسر

حلّق مَعَهْ

إن عشقتَ فتاة، فكن أنتَ

لا هي،

منْ يشتهي مصرعهْ

الحياةُ أقلّ حياة،

ولكننا لا نفكّر بالأمر،

حرصاً على صحّة العاطفةْ

إن أطلت التأمّل في وردةٍ

لن تزحزحك العاصفة!

أنت مثلي، ولكنّ هاويتي واضحة

ولك الطرق اللانهائية السرِّ،

نازلة صاعدة!

قد نُسمّي نضوب الفتوة نضج المهارة

أو حكمةً

إنها حكمة، دون ريب،

ولكنها حكمة اللاغنائيّة الباردة

ألفُ عصفورة في يدٍ

لا تعادل عصفورة واحدة

ترتدي الشجرة!

القصيدةُ في الزمن الصعب

زهرٌ جميلٌ على مقبرة!

المثالُ عسير المنال،

فكن أنت أنت وغيرك

خلف حدود الصدى

للحماسة وقت انتهاء بعيد المدى

فتحمّسْ تحمّسْ لقلبك واتبعه

قبل بلوغ الهدى

لا تقل للحبيبة: أنتِ أنا

وأنا أنتِ،

قلْ عكس ذلك: ضيفان نحْنُ

على غيمةٍ شاردة

شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة

لا تضع نجمتين على لفظة واحدة

وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ

لتكتمل النشوة الصاعدة

لا تصدّق صواب تعاليمنا

لا تصدّق سوى أثر القافلة

الخُلاصة، مثل الرصاصة في قلب شاعرها

حكمة قاتلة

كن قوّياً، كثور، إذا ما غضبتَ

ضعيفاً كنوّار لوز إذا ما عشقتَ،

ولا شيء لا شيء

حين تسامر نفسك في غرفة مغلقةْ

الطريق طويل كليل امرئ القيس:

سهلٌ ومرتفعات، ونهرٌ ومنخفضات

على قدر حلمك تمشي

وتتبعك الزنبق

أو المشنقة!

لا أخاف عليك من الواجبات

أخاف عليك من الراقصات على قبر أولادهنّ

أخاف عليك من الكاميرات الخفيّات

في سُرَر المطربات

لن تخيّبَ ظنّي،

إذا ما ابتعدتَ عن الآخرين، وعنّي:

فما ليس يشبهني أجملُ

الوصيُّ الوحيدُ عليك من الآن: مستقبلٌ مهملُ

لا تفكّر، وأنت تذوب أسى

كدموع الشموع، بمن سيراك

ويمشي على ضوء حدسك،

فكّر بنفسك: هل هذه كلّها؟

القصيدة ناقصة... والفراشات تكملها

لا نصيحة في الحبّ، لكنها التجربة

لا نصيحة في الشّعر، لكنها الموهبة

وأخيراً: عليك السلام.

ليست هناك تعليقات:

المتابعونFollowers

التسميات

كرمة فيروز Fairuz'sCarma




 

carma carma كرمة
* لا تنقر هذا المربع الصغير>> carmasutra.fr.gd

Archives